{ رُقي ووعي أبناء عدن في إنتفاضتهم الشعبية } أثبت أبناء عدن الحبيبة رقيهم ووعيهم في أي إنتفاضة شعبية تخص حياتهم المعيشية ، عكس أولئك الغوغائيين من أبناء القرى والأرياف وأخص بالذكر أولئك المرتزقة التابعين للمجلس المليشاوي الإنتقالي ، فأبناء عدن طالبوا بمطالب عادلة ومشروعة تخص حياتهم المعيشية ولم يطالبوا بإسقاط الحكومة كما فعل أولئك الغوغائيين المرتزقة في يناير الماضي والذي بسببهم سقط المئات من الضحايا بين قتيل وجريح . أبناء عدن كانت مطالبهم واضحة ولا يحتاج لها لشرح أو ترجمة ، فكانت مطالبهم الآتي : وقف إرتفاع أسعار المشتقات النفطية والمواد الغذائية ، وعودة الأستاذ القدير والشيخ الفاضل عبدالعزيز المفلحي لإدارة شؤون العاصمة ( وأنا أضيف على هذا المطلب تمكينه من إستلام مكتب المحافظة والسكن الخاص بالمحافظ ) ، وإقالة مدير أمن عدن الفاشل وتعيين شخصية ذو كفاءة لإخراج عدن من مستنقع الإنفلات الأمني ( وأضيف على هذا المطلب أن تكون شخصية عدنية كفؤة ) . ونحن نتضامن مع أهلنا في عدن ونناشد معهم حكومتنا الفاضلة والتحالف العربي في تمكينهم من مطالبهم العادلة والمشروعة الغير مبالغ فيها ، وهي أبسط الحقوق لحياة كريمة متوسطة بتوفير المشتقات النفطية والمواد الغذائية بأسعار تتناسب ودخلهم ، فأبناء عدن ليسوا بتجار ولا يمتلكون إلا معاشاتهم الشهرية التي لايستلموها بشكل منتظم . ما أعجبني في إنتفاضة أبناء عدن بأنهم أثبتوا بإمتلاكهم الوعي والرقي فكانت أول تصريحاتهم بقولهم : نحن مع الرئيس هادي فهو ولي أمرنا وهو خط أحمر ونحن مستمرون بالإنتفاضة الشعبية حتى يُستجاب لمطالبنا المشروعة التي أعلنا عنها مسبقاً ، فلم يقوموا بإحراق الإطارات ولا قطعوا طرق ولا إقتحموا مقرات ولا صرحوا بإسقاط الحكومة ولم يستخدموا الأسلحة والمدرعات ولم نرى قطرة دم واحدة سقطت كما فعل أولئك المرتزقة أتباع الإنتقالي المتمردين ، فأبناء عدن لا يمتلكون إلا حريتهم ولم يبيعوها لقوى الظلام والكهنوت كما فعل غيرهم وإرتهنوا لهذه القوى . أقصى ما عملوه أهلنا المحتجين في عدن هو إحراقهم لصور مدير أمن عدن شلال شائع المرتهن لتلك القوى الظلامية والكهنوتية الذي أوصل العاصمة عدن إلى مرتع للمجرمين والخارجين عن القانون ما أدى إلا قتل كوادر وعلماء ومشائخ هذه المدينة المسالمة ، أضف إلى ذلك النهب والسرقة والبسط على الأراضي والممتلاكات الخاصة والحكومية والمتنزهات والملاعب من قِبَل أبناء القرى والأرياف . أصبحت الآن الكرة في ملعب ولي الأمر فخامة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والتحالف ولابد من كل جهة تقوم بدورها ، فينبغي لرئيس الدولة أولاً يصدر قرار رئاسي بإقالة مدير أمن عدن الفاشل والمرتهن للخارج شلال شائع ، ثم يأمر بإعادة أستاذنا الكريم وشيخنا الفاضل المحافظ عبدالعزيز المفلحي ويمكنه من إستلام مكتب المحافظة وبيت المحافظ وإن لزم الأمر عليه أن يوجه وزير الداخلية بإستخدام القوة لإستلام مكتب المحافظة وبيت المحافظ . أما فيما يخص الحكومة فيجب على الوزراء المعنيين بالأمر فيما يخص المطالب المشروعة كوزراء الكهرباء والنفط والتجارة أن يلبوا مطالب أبناء عدن ، وإن كانت هناك عراقيل تتم بشكل أو بآخر من قِبَل التحالف فعليهم أن يبحثوا الأمر مع التحالف أو أن يصرحوا وبشجاعة لأبناء عدن عن المعرقل الفعلي ويحذون حذو وزير الداخلية الشجاع الأستاذ أحمد الميسري حينما أعلنها مدوية وبصوت عالي سمعه القاصي والداني وقال أن الذي يعرقل وزارتنا هي قيادات دولة الإمارات ، وأيضاً ذلك الوزير الشجاع صالح الجبواني وزير النقل الذي صرح بتصريح أسمع به من كان به صمم . وأخيراً رسالتي لأهلي في عدن أقول لهم : نحن معكم وإلى الآن مطالبكم مشروعة فلا تسمحوا لأحد أن يركب موجتكم ويغير مسار إنتفاضتكم السلمية وتتحول إلى إنتفاضة مسلحة وتفقدوا مشروعيتها ، وحذاري حذاري من أولئك الغوغائيين أبناء القرى والأرياف أن يندسوا بين صفوفكم ويبعثروا أوراقكم ، وإن جاء أحدهم وحاول أن يندس بينكم فأطردوه شر طرده وأخبروه بأن يعود لقريته لينتفض بها ويحتج ويرتج بطريقته الهمجية والإرتزاقية الخاصة ، وإياكم ثم إياكم أن تعودوا إلى بيوتكم بخفي حنين ودون تلبية مطالبكم .. ووفقكم الله لما هو خيراً لكم وأعانكم على تحقيق أمنياتكم يا أهلي وناسي . علي هيثم الميسري