كل الوقائع التي صاحبت حادثة مقتل اللواء محمد صالح طماح تؤكد أنه وإخوته قيادات الدولة العسكريين ضحايا لمؤامرة خطيرة قادتها جهة قد تكون خفية للبعض ، وفي حقيقة الأمر عورتها جلية وواضحة لكل عاقل حصيف .

   كنت متردداً أن أكتب بهذا الموضوع في يوم الحادثة لعدم توفر الأدلة مع أن الشكوك كانت تراودني ، ولكن بعد مشاهدتي لمقطع الطائرة المسيرة وهي تنفجر في الهواء وكأنها ألعاب نارية لا يمكن أن تقتل أو تصيب إصابات خطيرة ، ثم المماطلة في نقله إلى المملكة العربية السعودية مع توفر الطائرة العسكرية التي ستقله ، بالإضافة لكلمة محافظ لحج الذي قال فيها أننا تعرضنا لخيانة أيقنت تماماً أن الشهيد القائد طماح والقيادات العسكرية المصابة كانوا عرضة للغدر والخيانة ، وأنهم جميعاً تعرضوا لطلقات نارية من مسدسات كاتمة للصوت .

   بإختصار شديد وعلى غير عادتي سأشير للعقلاء الآتي ليفهموا المغزى : عندما تمنح الدولة رتبة عسكرية "عميد" لسفيه كان مغترب ويعمل بمهنة بنشري وبائع للإطارات المستعملة ، وتمنحه صفة رسمية في السلك العسكري بمسمى قائد قوات الطوارئ والتدخل السريع بالتأكيد ستكون هذه النتائج الكارثية ، وقِس على البنشري أبو اليمامة الكثير من هذه الكوارث السفيهة ، فمنهم من كان قاطع طريق ومنهم من كان بائع قات وهلم جرا ، والحالة البائسة التي تعيشها العاصمة عدن ومواطنيها لهي خير دليل على ذلك .

   رحمة الله تغشاك يا شهيدنا البطل محمد صالح طماح عشت شريفاً ومُت بطلاً شريفاً محافظاً لشرفك العسكري برغم آلام رصاصة الغدر والخيانة .. ونسأله تعالى أن يرزقك أعالي الجنان برفقة سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم خير الأنام .

علي هيثم الميسري