-  الجلسة الاولى -

 ذهب سين من الناس قاصداً مكتب رئاسة الجمهورية ويحمل ملف بداخله كل شهاداته العلمية وسيرته الذاتية الناصعة البياض لعله يجد وظيفة تناسب إمكانياته التي أكتسبها لسنين عجاف وعندما وصل إلى هناك وجد جدار خرساني مسلح وعازل وبه باب حديد سمكه نصف متر لايفتح ٱلا بكلمة سر وبكلمة السر يفتح بكل سلاسة فعاد من حيث أتى ويحمل ملفه بيده وفي قلبه يحمل آلام وأحزان وأسى وهموم.
# عندما بحث الأخ سين من الناس عن سبب وجود هذا الجدار الخرساني المسلح العازل والباب السميك ذو النصف متر جاءه الجواب من جهينه صاحبة الخبر اليقين قائلاً له ياأخونا سين الجدار الخرساني والباب السميك قد صنعه من سرقوا وظيفتك لعزل الرئيس هادي عن العامة من الناس ذوي الشهادات العليا وعن المسئولين حتى لاتعرف حقيقتهم ويستبدلوهم بأمثالك الأكاديميين. ياأخونا سين وظيفتك قد أخذها مدير مكتب الرئيس الذي كان في يوما ما سائق أجرة على سيارة قديمة وكان في ساحة التغيير مسئول الأغذية لدى حزب الإصلاح وهاهو الآن كما يقال يمتلك تجارة العطور بمبالغ ضخمة في سوق العطور عبر أبناء محافظته شبوة والحبل على الجرار.
# وفي حالة مشابهة ذهب صاد من الناس قاصدا مكتب رئاسة الوزراء ويحمل بيده ملف أكبر من ملف سين وشهادات عليا أكبر من شهادات سين وسيرة ذاتية عطرة أجمل من سيرة سين فوجد جدارا مشابها لجدار مكتب رئاسة الجمهورية وبابا لايقل سماكة عن سماكة مكتب رئاسة الجمهورية فعاد من حيث جاء مثلما عاد سين من الناس يحمل في قلبه الضعيف والمريض هموم وأحزان وآلام حتى كادت أن تقضي عليه. وعندما سأل بعض الناس جاءه الجواب القاتل الذي أرسله للمستشفى ولغرفة العناية المركزة لهول ماسمع. كان الجواب بأن وظيفته سبقه إليها مغترب من شبوة كان يعمل بائع جوالات ولايمتلك من الخبرة الصحافية ولو واحد في المئة وهاهو الآن السكرتير الصحفي لرئيس الوزراء ولم يعينه رئيس الوزراء في هذا المنصب الحساس والمهم إلا لأن والده صديق قديم لرئيس الوزراء. وأصبح يمتلك من الأموال الكثير الكثير ويمتلك من المواقع الألكترونية مالاتعد ولاتحصى وبإيعاز من رئيس الوزراء وقد رصد مبلغ ضخم لهذه المواقع لتحسين وتلميع صورة رئيس الوزراء.
# بعد فترة من الزمن إلتقيا سين وصاد من الناس في مطعم مشهور في الرياض إسمه مطعم الوليد يمتلكه تاجر يمني وقادتهما الأقدار أن يتعرفا على بعضهما وبدأ كل واحد منهما يشكو للآخر قصته ومأساته وهمومه وكانا يواسيا بعضهما فلاحظا رجلا بجانبهما يسترق السمع لحديثهما ويبتسم تارة وتارة أخرى يقهقه بصوت منخفض حتى إنزعجا من هذا الرجل فإشتطا غيظا وسألاه أتسخر منا ياهذا ومن همومنا ومآسينا فإبتسم لهما بلطف وقال والله لا أسخر منكما وكيف لي أن أسخر منكما وأنا مأساتي أكبر من مآسيكم وقهقهتي المكتومة ماهي إلا شر البلية مايضحك. فأنتما قد لاتكونا رأيتما من أخذا وظيفتيكما وقد يكونا معدمين قبل أن يتوظفا أما أنا فغريمي الذي أخذ وظيفتي ذلك الريمي صاحب المطعم الذي يجلس على الصندوق وآخر الليل يحصي غلته فيجدها وقد تجاوزت المئة ألف ريال سعودي وأنا رجل معدم لاأمتلك إلا شهاداتي العلمية وخبرتي العملية في اليمن وسيرتي الذاتية التي تفوح عطرا وهذا الريمي صاحب المطعم توظف في الوظيفة التي أمتلك لها شهادات عليا بعد دراسة طويلة في اليمن وهل هذا الريمي يحتاج لراتب هذه الوظيفة حتى يتوظف بها وقبل كل هذا هل يمتلك الشهادات في هذا المجال وهل يعقل أن يوظف صاحب مطعم شعبي بوظيفة مستشار تجاري لرئيس الوزراء.  على العموم أنا أخوكما عين من الناس شاءت الضروف أن أفر بجلدي هاربا من بطش الحوثي لأنني أحب الرئيس هادي وأناصره وأؤيد مشروعه وقد ذاع صيتي حتى وصل لمسامع جماعة الحوثي وإنتشروا للبحث عني ولكني ولله الحمد تمكنت من الهرب من بطشهم ولو لم أهرب لكان مصيري في غياهب سجونهم حالي حال الكثير في سجونهم. وعلى العموم فرصة طيبة أني تعرفت عليكما وربما ساقتني الأقدار لأجلكما لأخفف عنكما معاناتكما وأطمئنكما بأن المستقبل سيكون رائع مع الرئيس هادي.
# أنا ياصديقي الكريمين إسمي عين بن عين بن عين القاف جئت للرياض هاربا وأستقبلني صديق صديقي بتوصية من صديقي الساكن في صنعاء وصديق صديقي هذا مسئول في الدولة ومقرب من الرئيس هادي فقال له سين إذن لماذا لايوظفك في الدولة كحال الآخرين وخصوصا مثل ماتقول أنك تمتلك مؤهلات فرد عين وقال أخي الكريم سين هذا هو الأمر الذي لأجله قلت لكما بأن الأقدار ساقتني لكما لأخفف عنكما ولكني لإني على عجلة من أمري فكما تعرفون أن اليوم الخميس وأنا على موعد مع صديقي المسئول كل خميس فهو من يدفع عني قيمة وجبة الغداء ويجهز لي نصف حزمة قوت ونتكلم في أمور سرية تخص مستقبل البلد. فودع عين صديقيه سين وصاد وأخذ كل منهم رقم الآخر وودعوا بعضهم وتواعدا الإتصال فيما بينهم.
موعدنا قريبا جدا فلا تذهبوا بعيدا