حقيقة لم تكن صراحة الميسري اليوم في حديثه أمام مرجعيات شبوة القيادية والقبلية والاجتماعية  متوقعة ، ولكنها ليس بغريبة على رجل شجاع وصادق مثله ، وكل كتاب الرأي والمواقع والمواطنين  نالوا مبتغاهم من الحديث الجرئ للنائب الوزير وكأنما عبر عما يجيش في صدورهم ، وإن كانت المكاشفة في السياسة عمل غير مرحب به من المراهنين والمتاجرين بحياة الشعوب والأوطان وأوليائهم في الظلام .

و بالصراحة عرف الوزير الميسري طريقه الى قلوب ابناء اليمن من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه ، وكان من القيادات الوطنية القليلة الذين انتهجوا الواقعية السياسية في تعاملهم مع القضايا الوطنية الشائكة التي تتطلب هذا النوع من السلوك الواضح في التعاطي معها بعيدا عن مسارات السياسة المغلقة في اطاريها الأفقي والرأسي ، ولذلك لم أتفاجأ بحجم الحقائق المرة التي سوقها الوزير الميسري في حديثه اليوم امام اعيان شبوة ومراجعها ولربما كان لسماعها اليوم وقع صادم لكثير ممن لا يعرفون شيئا عن حياة هذا القيادي الوزير الذي تفرد مع ثلة قليلة من قيادات الشرعية بصفات نبيلة غابت عن حياة  كثيرا من قيادات الدولة الذين خذلهم الصمت والبيع الرخيص .

الميسري قال اليوم في عتق بان اليمن اصبحت ضحية لصراع المشاريع ، وهو من يقف معه من ابناء اليمن الاحرار قد اختاروا مشروع سيادة الوطن وكرامته والحفاظ عليه ، وهذا التوجه في خطابه اليوم انما يكرس سلوك  الالتزام الوطني في ارقى صوره ومعانيه ويترجم ايمان الرجل بهذا الوطن الغالي على كل من يعرفون قيمة الأوطان والحرية في حياتهم وحياة شعوبهم الحية .

الوزير الميسري خاطبنا اليوم بلغة وطنية صادقة وشفافة بعيدا عن دبلوماسية المفردات وقوالبها الفضفاضة الخالية من جماليات الحقائق الخفية فيها ، وكان أوضح من الشمس في كبد النهار في كلمة قالها وهو صادق فيها .
لم يحدثنا الميسري بوصايا الأنبياء واسرارهم الروحية في كفاحهم في الحياة ، ولكنه حدثنا بصدقهم وهذا مانحتاجه ونبحث عن في كل صيرورة التفكير لكل رجال الوطن ، ولا نطالبهم بالمستحيل أو محاكاة الربانين في تصرفاتهم وأقوالهم ، بل نحن على قناعة باحترامهم لإنسانية المواطن اليمني ومخاطبته بلغة الأنبياء والصديقين ، وان اوصوه بالصبر على مكاره الحياة التي يعيشها .

والوزير الميسري كاشف اليوم ابناء شبوة ومن خلالهم ابناء اليمن قاطبة بحقيقة الامور في بلادهم ولم يترك ساترة لعيوب السياسة والاعيبها ، وكأنما اشركنا في تفكيره بصوت عال وهذا ما نتمنى ان تكون عليه كل القيادة العليا للدولة والتي لا نقبل مواربتها في الحديث .